من نحن
الحمد لله الذي هدانا للإسلام ومن علينا بالإيمان وشرفنا بالعبودية، الفضل والمنزلة التي لن يدركها الإنسان إلا إذا أدرك معنى الإيمان. قال تعالى: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون" الأنعام (82).

اقتران الإيمان باليقين يتبعه إقرار جازم علما وفكرا أن الله هو الخالق رب كل شيء ومليكه، تفرد في الصفات والأسماء والأفعال.

والعلم نوعان إما أن يكون موحى ( الذي أوحاه الله لأحد من عباده المصطفين ) وهذه العلوم انقطعت لتختزل في كتاب الله المحفوظ لتعطي مثلا على علوم الخلق وصفات وأسماء وأفعال الخالق ولتكون سبيل الخلق للتعرف على الحق والهداية إليه أما النوع الثاني من العلوم فإنها المتحققة من التجربة والاستنتاج والملاحظة.
والعلم الموحى يكون قطعيا وأكثر دراية في الدلالة على علوم الخلق وكل أمر يتعلق بالخالق عرف للخلق، أما العلوم المتحققة فإنها مدركة ناتجة عن التجارب والبراهين دليل استيعاب واستغلال الإنسان، ولكل علم موحى دليل تأكيد في العلوم المتحققة فلا تعارض بين مصادر العلوم و إلا كان أحدهم غير صحيح، وفي التزام مصادر العلوم إقرار على علم الخالق جل جلاله عالم السر في السماوات والأرض.

أما الفكر فإنه قدرة الإنسان على تلقي العلوم وتسخيرها والاستفادة منها للوصول إلى أهدافه المتوخاة. وتنعكس آثار العلم والفكر على نفسية الإنسان وسلوكه فيكون اليقين في الإيمان، ليتجرد الإنسان من كل إملاءات الدنيا ليسمو إلى هدف أعلى ألا وهو رجاء الله تعالى، وفي ذلك إيمان بغير ظلم. ذلك هو الأمن الحق.
وركون الضمير للاطمئنان بالإضافة إلى الشعور بأن الأمور ستؤول إلى وضع السلام والرخاء يمنح الإنسان شعوره بالأمن. أما من الناحية المقابلة فإن من أضاع الإيمان هو من ألبس علمه وفكره بظلم وحق عليه نعت جاهل لأنه رضي لنفسه أن يكون عبدا لأي شيء إلا الله تعالى، فأخلد لإله الهوى وتعصب وأصر على الباطل رغم أن التعارض بين العلم المحرف والعلم المتحقق واضح والتعارض بين ذلك العلم والفكر واضح أيضا، ولكن تمسكه به أسفر عن إلحاد باطن أو ظاهر كل ذلك يلقي انعكاسا خطيرا على فكر وسلوك كل من جعل ذلك منهجه، فيكون التطرف أو التعصب سلوكه ضد أي فكر وخلق يؤثر على منافعه، والقصد هنا أن تعصبه لا يكون دفاعا عن الفكر( فهو يكذبه يقينا) وإنما دفاع أعمى عن المصالح التي أضحت متعلقة بذلك الفكر. ونتيجة لهذا التعصب فإن هذا الشخص يكون قد ألغى فكره وسلوكه مع الأخرين أن يكونوا معه سواء في هذا الجهل، و إلا فإنه لن يغير فكره وإن أتيته بالحق والكتاب المبين.

والدراسة الفكرية أو الثقافية عبارة عن بحث شامل في كل عامل يؤثر أو يتأثر بالفكر، ذلك أن الفكر شبكة متصلة ومتداخلة لذلك فالباحث الفكري هو باحث نفسي كذلك، لأن الفكر هو نتاج تلاقي عدة مؤثرات بيئية ونفسية تحدد نوعية الفكر.


وهدف هذا الموقع أنه مجادلة على بينة للحق بالمنهج العلمي والفكري.


ولقد سبق لنا محاولة للإعلان عن كتاب " هذا خلق الله " في أحد المواقع الالكترونية، ولكن التطرف والتعصب دفع القائمين على ذلك الموقع للتهرب، ذلك أن الدعوة للحق لم ترق لمن أتبع هواه فتردى، مع العلم أن ذلك الموقع يتبنى كل فكر زائغ عن الحق ظاهر الفساد والعلة.
إن مثل من يدير ويقف وراء ذلك الفكر المتطرف ويرفض كل فكر مخالف وإن كان على حق هو مثل الكلب المسعور الذي ينسلخ من كل خلق قويم لأنه عرف العدل وأنكره، فجهل وظلم نفسه والآخرين.
قال تعالى: (( وإذا أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا لغافلين. أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون. وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون. واتلوا عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين. ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله فاقصص القصص لعلهم يتفكرون. ساء مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون)). الأعراف (172-177).

إن حكم الإنسان غالبا ما يكون سطحيا، وهي الوسيلة التي تيسر لضعاف النفوس الظهور بما يخالف الواقع. ولكن هناك أمور مهمة تتطلب من كل إنسان فكرا ودراسة متأنية وبالذات الأمور المتعلقة بالعقيدة. ولقصد نشر البحث العلمي والفكري( والله من وراء القصد) فإننا نسعى إلى إنشاء هذا الموقع وندعو كل مفكر وكاتب لطرح أي مساهمة فكرية أو علمية تساعد على نشر البعد العلمي والمعرفي دون أي مساس شخصي أو عقيدي.
قال تعالى: (( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزّع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلى الكبير. قل من يرزقكم من السماء والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين. قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون. قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم)). سبأ(23-26).
النشرة الدورية
إن كنت تريد الحصول على آخر المقالات و الأخبار من موقع أحد-أحد الرجاء وضع بريدك الالكتروني ليتم ارسالها إليك
 
 
دخول /التسجيل
Inactive
 دخول
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور

 
 التسجيل
اسم المستخدم
كلمة المرور
أعد إدخال كلمة المرور
البريد الإلكتروني